فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} أي كما كذب هؤلاء فكذلك كذب أولئك فحل بهم العقاب؛ ذكّرهم نبأ من كان قبلهم من المكذّبين وخوّفهم ما أخذهم.
وقد ذكرنا قصصهم في غير موضع عند ذكرهم.
{كُلٌّ كَذَّبَ الرسل} من هذه الأمم المكذبة.
{فَحَقَّ وَعِيدِ} أي فحق عليهم وعيدي وعقابي.
قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بالخلق الأول} أي أفعيينا به فنعيا بالبعث.
وهذا توبيخ لمنكري البعث وجواب قولهم: {ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ} يقال: عَيِيت بالأمر إذا لم تعرف وجهه.
{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي في حَيْرَة من البعث منهم مصدِّق ومنهم مكذِّب؛ يقال: لَبَس عليه الأمرُ يَلْبِسه لَبْسًا. اهـ.

.قال الألوسي:

وقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} إلى آخره.
استئناف وارد لتقرير حقية البعث ببيان اتفاق كافة الرسل عليهم الصلاة والسلام عليها وتكذيب منكريها، وفي ذلك أيضًا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتهديد للكفرة {وأصحاب الرس} هو البئر التي لم تبن، وقيل: هو واد وأصحابه قيل: هم ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام، وقيل: قوم حنظلة بن صفوان {وَثَمُودُ}.
{وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ} أريد هو وقومه ليلائم ما قبله وما بعده، وهذا كما تسمى القبيلة تميمًا مثلًا باسم أبيها {وإخوان لُوطٍ} قيل: كانوا من أصهاره عليه السلام فليس المراد الأخوة الحقيقية من النسب.
{وأصحاب الأيكة}.
قيل: هم قوم بعث إليهم شعيب عليه السلام غير أهل مدين كانوا يسكنون أيكة وهي الغيطة فسموا بها {وَقَوْمُ تُّبَّعٍ} الحميري وكان مؤمنًا وقومه كفرة ولذا لم يذم هو وذم قومه، وقد سبق في الحجر والدخان والفرقان تمام الكلام فيما يتعلق بما في هذه الآية.
{كُلٌّ كَذَّبَ} أي فيما أرسلوا به من الشرائع التي من جملتها البعث الذي أجمعوا عليه قاطبة أي كل قوم من الأقوام المذكورين كذبوا رسولهم أو كذب كل هؤلاء جميع رسلهم، وإفراد الضمير باعتبار لفظ الكل أو كل واحد منهم كذب جميع الرسل لاتفاقهم على الدعوة إلى التوحيد والإنذار بالبعث والحشر فتكذيب واحد منهم تكذيب للكل، والمراد بالكلية التكثير كما في قوله تعالى: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شَىْء} [النمل: 23] وإلا فقد آمن من آمن من قوم نوح وكذا من غيرهم، ثم ما ذكر على تقدير رسالة تبع ظاهر ثم على تقدير عدمها وعليه الأكثر فمعنى تكذيب قومه الرسل عليهم السلام تكذيبهم بما قبل من الرسل المجتمعين على التوحيد والبعث، وإلى ذلك كان يدعوهم تبع.
{فَحَقَّ وَعِيدِ} أي فوجب وحل عليهم وعيدي وهي كلمة العذاب.
{أَفَعَيِينَا بالخلق الأول} استئناف مقرر لصحة البعث الذي حكيت أحوال المنكرين له من الأمم المهلكة والعي بالأمر العجز عنه لا التعب، وقال الكسائي: تقول أعييت من التعب وعييت من انقطاع الحيلة والعجز عن الأمر، وهذا هو المعروف والأفصح وإن لم يفرق بينهما كثير، والهمزة للإنكار والفاء للعطف على مقدر ينبىء عنه العي من القصد والمباشرة كأنه قيل: أقصدنا الخلق الأول وهو الإبداء فعجزنا عنه حتى يتوهم عجزنا عن الإعادة، وجوز الإمام أن يكون المراد بالخلق الأول خلق السماء والأرض ويدل عليه قوله سبحانه: {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَ السموات والأرض وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ} [الأحقاف: 33] ويؤيده قوله تعالى بعد: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان} [ق: 16] إلخ وهو كما ترى، وعن الحسن {الخلق الأول} آدم عليه السلام وليس بالحسن.
وقرأ ابن أبي عبلة والوليد بن مسلم والقورصي عن أبي جعفر والسمسار عن شيبة وأبو بحر عن نافع {أفعينا} بتشديد الياء وخرجت على لغة من أدغم الياء في الياء في الماضي فقال: عي في عي وحي في حي فلما أدغم الحقه ضمير المتكلم المعظم نفسه ولم يفك الإدغام فقال: عينًا وهي لغة لبعض بكر بن وائل في رددت ورددنا ردت وردنا فلا يكفون، وعلى هذه اللغة تكون الياء المشددة مفتوحة ولو كانت {ن} ضمير نصب فالعرب جميعهم على الأدغام نحو ردنا زيد {الأول بَلْ هُمْ في لَبْسٍ مّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} عطف على مقدر يدل عليه ما قبله كأنه قيل: إنهم معترفون بالأول غير منكرين قدرتنا عليه فلا وجه لإنكارهم الثاني بل هم في خلط وشبهة في خلق مستأنف وإنما نكر الخلق ووصف بجديد ولم يقل: من الخلق الثاني تنبيهًا على مكان شبهتهم واستبعادهم العادي بقوله سبحانه: {جَدِيدٍ} وأنه خلق عظيم يجب أن يهتم بشأنه فله نبأ أي نبأ، والتعظيم ليس راجعًا إلى الخلق من حيث هو هو حتى يقال: إنه أهون من الخلق الأول بل إلى ما يتعلق بشأن المكلف وما يلاقيه بعده وهو هو وقال بعض المحققين: نكر لأنه لاستعباده عندهم كان أمرًا عظيمًا، وجوز أن يكون التنكير للإبهام إشارة إلى أنه خلق على وجه لا يعرفه الناس، وأورد الشيخ الأكبر قدس سره هذه الآية في معرض الاستدلال على تجدد الجواهر كالتجدد الذي يقوله الأشعري في الإعراض فكل منهما عند الشيخ لا يبقى زمانين، ويفهم من كلامه قدس سره أن ذلك مبني على القول بالوحدة وأنه سبحانه كل يوم هو في شأن، ولعمري أن الآية بمعزل عما يقول. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12)}.
استئناف ابتدائي ناشىء عن قوله: {بل كذبوا بالحق لما جاءهم} [ق: 5] فعُقّب بأنهم ليسوا ببدع في الضلال فقد كذبت قبلهم أمم.
وذكر منهم أشهرهم في العالم وأشهرهم بين العرب، فقوم نُوح أول قوم كذبوا رسولهم وفرعون كذب موسى وقوم لوط كذبوه وهؤلاء معروفون عند أهل الكتاب، وأما أصحاب الرسّ وعاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم تُبّع فهم من العرب.
وذكروا هنا عقب قوم نوح للجامع الخيالي بين القومين وهو جامع التضادّ لأن عذابهم كان ضد عذاب قوم نوح إذ كان عذابهم بالخسف وعذاب قوم نوح بالغرق، ثم ذكر ثمود لشبه عذابهم بعذاب أصحاب الرسّ إذ كان عذابهم برجفة الأرض وصواعق السماء، ولأن أصحاب الرسّ من بقايا ثمود، ثم ذكرت عاد لأن عذابها كان بحادث في الجوّ وهو الريح، ثم ذكر فرعون وقومه لأنهم كذبوا أشهر الرسل قبل الإسلام، وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب وهم من خلطاء بني إسرائيل.
وعُبّر عن قوم لوط بـ {إخوان لوط} ولم يكونوا من قبيله، فالمراد بـ {إخوان} أنهم ملازمون وهم أهل سدوم وعمورة وقراهما وكان لوط ساكنًا في سَدوم ولم يكن من أهل نسبهم لأن أهل سدوم كنعانيون ولوطًا عبراني.
وقد تقدم قوله تعالى: {إذ قال لهم أخوهم لوط} في سورة الشعراء (161).
وذُكر قوم تبع وهم أهل اليمن ولم يكن العرب يعدونهم عربا.
وهذه الأمم أصابها عذاب شديد في الدنيا عقابًا على تكذيبهم الرسل.
والمقصود تسلية رسول الله، والتعريضُ بالتهديد لقومه المكذّبين أن يحل بهم ما حلّ بأولئك.
والرس: يطلق اسمًا للبئر غير المطوية ويطلق مصدرًا للدفن والدسّ.
واختلف المفسرون في المراد به هنا.
{وأصحاب الرس} قوم عرفوا بالإضافة إلى الرس، فيحتمل أن إضافتهم إلى الرسّ من إضافة الشيء إلى موطنه مثل {أصحاب الأيْكة}، و{أصحاب الحجر} [الحجر: 80] و{أصحاب القرية} [يس: 13].
ويجوز أن تكون إضافةً إلى حدث حلّ بهم مثل {أصحاب الأخدود} [البروج: 4].
وفي تعيين {أصحاب الرس} أقوال ثمانية أو تسعة وبعضها متداخل.
وتقدم الكلام عليهم في سورة الفرقان.
والأظهر أن إضافة {أصحاب} إلى {الرسّ} من إضافة اسم إلى حدث حدث فيه فقد قيل: إن أصحاب الرسّ عوقبوا بخسف في الأرض فوقعوا في مثل البئر.
وقيل: هو بئر ألقى أصحابه فيه حنظلة بن صفوان رسول الله إليهم حيّا فهو إذن علَم بالغلبة وقيل هو فلج من أرض اليمامة.
وتقدم الكلام على أصحاب الرس في سورة الفرقان (38) عند قوله تعالى: {وعادا وثمودا وأصحاب الرس}.
وأصحاب الأيكة هم من قوم شعيب وتقدم في سورة الشعراء.
وقوم تبع هم حِمير من عرب اليمن وتقدم ذكرهم في سورة الدخان.
وجملة {كل كذب الرسل} مؤكدة لجملة {كذبت قبلهم قوم نوح} إلى آخرها، فلذلك فصلت ولم تعطف، وليبني عليه قوله: {فحَقّ وعيد} فيكون تهديد بأن يحق عليهم الوعيد كما حق على أولئك مرتبًا بالفاء على تكذيبهم الرسل فيكون في ذلك تشريف للنبيء صلى الله عليه وسلم وللرسل السابقين.
وتنوين {كل} تنوين عوض عن المضاف إليه، أي كلّ أولئك.
و{حقّ} صدق وتحقّق.
والوعيد: الإنذار بالعقوبة واقتضى الإخبار عنه بـ {حق} أن الله توعدهم به فلم يعبأوا وكذبوا وقوعه فحق وصدق.
وحذفت ياء المتكلم التي أضيف إليها {وعيد} للرعي على الفاصلة وهو كثير.
{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)}.
تشير فاء التفريع إلى أن هذا الكلام مفرع على ما قبله وهو جملة {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها} [ق: 6] وقوله: {تبصرة وذكرى} [ق: 8] المعرض بأنهم لم يتبصروا به ولم يتذكروا.
وقوله: {فأنبتنا به جنات} [ق: 9] وقوله: {وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} [ق: 11].
ويجوز أن يجعل تفريعًا على قوله: {كذلك الخروج}.
والاستفهام المفرَّع بالفاء استفهام إنكار وتغليط لأنهم لا يسعهم إلاّ الاعتراف بأن الله لم يعي بالخلق الأول إذ لا ينكر عاقل كمال قدرة الخالق وعدم عجزه.
و{عيينا} معناه عجزنا، وفعِل (عَيَّ) إذا لم يتصل به ضمير يقال مُدغمًا وهو الأكثر ويقال: عيِيَ بالفك فإذا اتصل به ضمير تعين الفك.
ومعناه: عجز عن إتقان فعل ولم يهتد لحيلته.
ويعدّى بالباء يقال: عيي بالأمر والباء فيه للمجاوزة.
وأما أعيا بالهمزة في أوله قاصرًا فهو للتعب بمشي أو حمل ثقل وهو فعل قاصر لا يُعدّى بالباء.
فالمعنى: ما عجزنا عن الخلق الأول للإنسان فكيف تعجز عن إعادة خلقه.
و{بل} في قوله: {بل هم في لبس من خلق جديد} للإضراب الإبطالي عن المستفهم عنه، أي بل ما عيينا بالخلق الأول، أي وهم يعلمون ذلك ويعلمون أن الخلق الأول للأشياء أعظم من إعادة خلق الأموات ولكنهم تمكن منهم اللبس الشديد فأغشى إدراكهم عن دلائل الإمكان فأحالوه، فالإضراب على أصله من الإبطال.
واللبس: الخلط للأشياء المختلفة الحقائق بحيث يعسر أو يتعذر معه تمييز مختلفاتها بعضها عن بعض.
والمراد منه اشتباه المألوف المعتاد الذي لا يعرفون غير بالواجب العقلي الذي لا يجوز انتفاؤه، فإنهم اشتبه عليهم إحياء الموتى وهو ممكن عقلًا بالأمر المستحيل في العقل فجزموا بنفي إمكانه فنفوه، وتركوا القياس بأن من قدر على إنشاء ما لم يكن موجودًا هو على إعادة ما كان موجودًا أقدر.
وجيء بالجملة الاسمية من قوله: {هم في لبس من خلق جديد} للدلالة على ثبات هذا الحكم لهم وأنه متمكن من نفوسهم لا يفارقهم البتة، وليتأتّى اجتلاب حرف الظرفية في الخبر فيدل على انغماسهم في هذا اللبس وإحاطته بهم إحاطة الظرف بالمظروف.
و{مِن} في قوله: {من خلق جديد} ابتدائيه وهي صفة ل {لبس}، أي لبس واصل إليهم ومنجرّ عن خلق جديد، أي من لَبْس من التصديق به.
وتنكير {لَبْس} للنوعية وتنكير {خلق جديد} كذلك، أي ما هو إلا خلق من جملة ما يقع من خلق الله الأشياء مما وجه إحالته ولتنكيره أجريت عليه الصفة بـ {جديد}.
والجديد: الشيء الذي في أول أزمان وجوده.
وفي هذا الوصف تورّك عليهم وتحميق لهم من إحالتهم البعث، أي اجْعَلوه خلقًا جديدا كالخلق الأول، وأيّ فارق بينهما.
وفي تسمية إعادة الناس للبعث باسم الخلق إيماء إلى أنها إعادة بعد عدم الأجزاء لا جمع لمتفرقها، وقد مضى القول فيه في أول السورة. اهـ.

.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{ق والقرآن الْمَجِيدِ (1)}.
قال ابن عباس: {ق} اسم من أسماء القرآن. وقال أيضًا اسم من أسماء الله تعالى. وقال قتادة والشعبي: هو اسم السورة، وقال يزيد وعكرمة ومجاهد والضحاك: هم اسم الجبل المحيط بالدنيا، وهو فيما يزعمون من زمردة خضراء، منها خضرة السماء وخضرة البحر. و{المجيد} الكريم في أوصافه الذي جمع كل معلوة.
و: {ق} على هذه الأقوال: مقسم به وب {القرآن المجيد}، وجواب القسم منتظر. واختلف الناس فيه، فقال ابن كيسان جوابه: {ما يلفظ من قول} [ق: 18]، وقيل الجواب: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} [ق: 37] وقال الزهراوي عن سعيد الأخفش الجواب: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} وضعفه النحاس، وقال الكوفيون من النحاة الجواب: {بل عجبوا}، والمعنى: لقد عجبوا. قال منذر بن سعيد: إن جواب القسم في قوله: {ما يبدل القول لدي} [ق: 29]، وفي هذه الأقوال تكلف وتحكم على اللسان.
وقال الزجاج والمبرد والأخفش: الجواب مقدر تقديره: {ق}، {والقرآن المجيد} لتبعثن، وهذا قول حسن وأحسن منه: أن يكون الجواب الذي يقع عنه الإضراب ب {بل}، كأنه قال.
{ق والقرآن المجيد} ما ردوا أمرك بحجة، أو ما كذبوك ببرهان، ونحو هذا مما لابد لك من تقديره بعد الذي قدر الزجاج، لأنك إذا قلت الجواب: لتبعثن فلابد بعد ذلك أن يقدر خبر عنه يقع الإضراب، وهذا الذي جعلناه جوابًا وجاء المقدر أخصر. وقال جماعة من المفسرين في قوله: {ق} إنه حرف دال على الكلمة، على نحو قول الشاعر الوليد بن المغيرة: الرجز:
قلت لها قفي فقالت قاف

واختلفوا بعد، فقال القرطبي: هو دال على أسماء الله تعالى هي: قادر، وقاهر، وقريب، وقاض، وقابض، وقيل المعنى: قضي الأمر من رسالتك ونحوه، {والقرآن المجيد}، فجواب القسم في الكلام الذي يدل عليه قاف. وقال قوم المعنى: قف عند أمرنا. وقيل المعنى: قهر هؤلاء الكفرة، وهذا أيضًا وقع عليه القسم ويحتمل أن يكون المعنى: قيامهم من القبور حق، {والقرآن المجيد}، فيكون أول السورة من المعنى الذي اطرد بعد، وعلى هذه الأقوال فثم كلام مضمر عنه وقع الإضراب، كأنه قال: ما كذبوك ببرهان، ونحو هذا مما يليق مظهرًا.